أكدت دار الإفتاء المصرية، أن إغاثة وكفاية المنكوبين في الصومال، في هذه الآونة، من أموال الزكاة والصدقات والتبرعات من أهم وأولى أوجه الإنفاق، كما تعد من الواجبات الشرعية على المسلمين في شتى بقاع الأرض لـ«حاجة إخواننا الصوماليين الماسة، التى تشتد يوما بعد يوم إلى معونة إخوانهم لصيانة أرواحهم، وحماية لدينهم من المتربصين بالإسلام وأهله»، فيما قالت منظمة الصحة العالمية، إن منطقة القرن الأفريقي تشهد أسوأ حالة جفاف منذ أكثر من 50 عاما.
وطالبت أمانة الفتوى بدار الإفتاء، الجمعة، أبناء الأمة الإسلامية بأن يبادروا إلى تقديم عونهم بما يخفف من آثار تلك الكارثة الإنسانية المروعة التى أصابت إخوانهم في تلك البلدان المنكوبة بالجفاف وغيرها من بلاد المسلمين والإسهام بفاعلية في القضاء على الجوع والمرض بها.
وأوضحت أمانة الفتوى، في معرض ردها على مدى مشروعية وجواز إخراج الزكاة للمسلمين في الصومال نظرا لما يعانوه من المجاعة والحاجة الشديدة إلى الطعام والشراب والكسوة والدواء، أن الشرع أوجب على المسلم أن ينفق من ماله لدفع حاجة أخيه إذا لم يتم دفعها إلا عن طريقه، ويزداد الأمر أهمية إذا تعلق باستنقاذ الأرواح، ومواجهة خطر الموت جوعا وعطشا.
وأضافت، أن الشرع الحنيف أجاز إخراج الزكاة لهم بنوعيها من زكاة المال وزكاة الفطر، مشيرة إلى أن مصارف زكاة الفطر هي مصارف زكاة المال.
وأكدت الفتوى أن الشرع أجاز نقل الزكاة في مثل هذه الأحوال، التي تشتد فيها الحاجة في موضع من المواضع، وأوجب جماعة من الفقهاء على نقلها إذا كانت حاجة المنقول إليهم أشد خاصة إذا تعلق الأمر بالحفاظ على الأرواح.
ولفتت أمانة الفتوى، إلى أنه في المال حق غير الزكاة، وأن الأمر لا يقتصر على إعطائهم من أموال الزكاة فقط إذ يشرع لكل من كان عنده من المال ما ينقذ به إخوانه أن يوجهه إليهم طاقاته وإمكانياته كما كان دأب المسلمين عبر العصور في إغاثة بعضهم بعضا.
وعن المأساة التي تواجهها الصومال، قالت منظمة الصحة العالمية، إن منطقة القرن الأفريقي تشهد أسوأ حالة جفاف منذ أكثر من 50 عاما، مضيفة أن معدلات سوء تغذية الأطفال بلغت نحو 3 أضعاف الطوارئ، وتشير الدراسات الحديثة أنه من المتوقع أن تزداد هذه النسبة.
وأكدت المنظمة، في بيان لها، أن مكتب منظمة الصحة العالمية في كينيا بالتعاون مع مكتب اليونيسيف في كينيا والصومال أطلق حملة عبر الحدود لتطعيم الأطفال، الذين يعيشون حول «داداب» وهي مستوطنة كبيرة تقع شمال شرق كينيا وتؤوى اللاجئين الصوماليين، وتسعى الحملة إلى تطعيم نحو 215 ألف طفل دون سنة الخامسة بلقاحي الحصبة وشلل الأطفال، بالإضافة إلى تزويد الأطفال بفيتامين A، وإعطائهم أقراص لإزالة الديدان.
0 comments:
Post a Comment