قتل 11 متظاهراً الجمعة عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين فيما شهدت مدن عدة تظاهرات حاشدة أضخمها في مدينة حماة (وسط) تخطى عدد المشاركين فيها نصف مليون متظاهر للمرة الأولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في منتصف مارس.
وأفاد ناشطون حقوقيون أن 11 شخصا قتلوا الجمعة هم تسعة متظاهرين عندما أطلقت قوات الأمن النار عليهم في مدن سورية عدة، إضافة إلى امرأتين جراء قصف الجيش السوري لبلدة البارة في جبل الزاوية (شمال غرب).
وذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس أن «ستة اشخاص بينهم سيدة قتلوا عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات جرت في عدة احياء من مدينة حمص (وسط)».
كما اكد ناشط اخر «مقتل اثنين في حي القدم في دمشق بالاضافة الى قتيل في داريا (ريف دمشق)».
كما أعلنت ناشطة حقوقية «مقتل أم (50 عاما) وابنتها (20 عاما) أثناء قصف الجيش السوري اليوم لمدجنة في بلدة البارة في جبل الزاوية»، مشيرة الى «اصابة سيدة أخرى من نفس العائلة اصابة خطيرة».
ولفت ناشط إلى «مقتل احد الاشخاص في حي المسبح في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) متاثرا بجروحه عندما القى مجهول قنبلة من سيارة» موضحا ان هذا الحي لم يشهد اي تظاهرات اليوم.
ونقلت بهية مارديني رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير عن سكان منطقة البارة الذين اتصلوا بها من هواتف ذات خطوط تركية أن «التجول في المنطقة الشمالية في البارة بات محظورا» لافتة الى ان «اهالي كفر نبل توجهوا الى البارة لكسر الحصار الا ان الجيش منعهم من الدخول واقفل المنافذ».
واشارت الى ان الاهالي «يعانون من انقطاع التيار الكهربائي والماء والاتصالات منذ امس (الخميس) وخاصة في المنطقة الشمالية من البارة» لافتة الى ان «عدد سكان المنطقة الشمالية يبلغ من 12 الفا الى 15 الفا».
ولفتت الى أن «تمركز الجيش السوري بات في البارة واصبح يقصف بقية القرى المجاورة ويعود الى البارة التي اعتبرها قاعدة له».
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعتبرت الجمعة ان «الوقت ينفد» بالنسبة الى النظام السوري بينما لا يزال الحلف الاطلسي يستبعد اي تدخل عسكري في سوريا.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن «مسلحين قطعوا الطريق في حي القدم واطلقوا النار باتجاه قوات حفظ النظام» معلنة عن «استشهاد مدني برصاص مسلحين».
وذكر التلفزيون السوري في خبر عاجل ان «مسلحين اطلقوا النار على المدنيين وقوات الشرطة في حي القصور في حمص» لافتا الى «استشهاد مدني وشرطي».
وتحدث ناشطون عن خروج مئات الالاف من المتظاهرين في مدن سورية عدة تلبية لدعوة الى التظاهر في يوم «جمعة ارحل» للمطالبة باسقاط النظام.
واعتبر رئيس المركز السوري للاعلام وحرية التعبير مازن درويش في بيان اصدرته لجان التنسيق المحلية للثورة السورية انه «على الرغم من استخدام الخيار الأمني القائم على القتل والاعتقال والتعذيب وحصار المدن لأكثر من 100 يوم، لم ينجح النظام بإيقاف التظاهر كما لم ينجح النظام في استدراج الانتفاضة الشعبية الى دوامة العنف».
واكد ان «الثورة السورية بدأت سلمية وستنتهي سلمية وان النظام سقط أخلاقيا وسياسيا وبقي أن تدفع سوريا ثمن سقوطه والذي يحاول الشارع السوري جاهدا أن لا يكون هذا الثمن باهظا».
وقالت الناشطة الحقوقية رزان زيتونة في البيان نفسه ان «السوريين في جمعة الرحيل أعلنوا موقفا واضحا (...) مطالبين بشكل نهائي وواضح برحيل النظام وعدم إمكانية الدخول في أي حوار يمكن أن يؤدي إلى بقاء هذا النظام».
وذكر ناشطون حقوقيون فضلوا عدم كشف اسمائهم ان «أكثر من 400 الف شخص تظاهروا الجمعة في مدينة حماة» مشيرين الى ان «المتظاهرين قدموا من مساجد وقرى مجاورة عدة».
بدوره، اكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مدينة حماة «شهدت اليوم اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف مارس شارك فيها اكثر من نصف مليون متظاهر».
وذكر ناشط اخر ان اكثر من 100 الف متظاهر شاركوا اليوم في التظاهرات التي خرجت في عدة احياء من حمص بينها حي الخضر وباب السباع وباب الدريب والوعر والغوطة والقصور.
واضاف الناشطون ان «المتظاهرين في باب السباع دخلوا الأزقة الضيقة بعد تعرضهم لاطلاق نار بغزارة غير معهودة وقنابل دخانية وقنابل صوتية وطلقات من مدافع البي تي آر في القلعة» مشيرين الى «حالة رعب حقيقية في باب السباع».
كما شمل اطلاق النار الغزير منطقتي الغوطة والانشاءات وفي بابا عمرو باتجاه المخيم الفلسطيني القريب، وفي حي القصور حيث انفضت التظاهرة بعد القمع الشديد، بحسب الناشطين.
وخرج نحو 60 الفا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق) منطلقين من مساجد عدة وبخاصة من المسجد الكبير باتجاه ساحة الحرية و40 الف متظاهر في معرة النعمان (شمال غرب) التي وفد اليها المتظاهرون قادمين من عدة قرى في جبل الزاوية الذي يشهد عمليات عسكرية منذ عدة ايام.
كذلك، تظاهر نحو 15 الف شخص في مدينة القصير (ريف حمص) والمئات في الميادين (شرق) والبوكمال (شرق) وبنش وكفر نبل الواقعتين في ريف ادلب وفي جبلة (غرب) وطفس (ريف درعا) جنوب البلاد.
وفي ريف دمشق، جرت تظاهرات حاشدة في حي الميدان وحي القدم والحجر الاسود والقابون وجديدة عرطوز ومضايا وقطنا والزبداني كما اشترك الاطفال والنساء في تظاهرة في المعضمية تطالب برحيل النظام (ريف دمشق) وفي عامودا (شمال شرق).
وشهدت مدينة حلب تظاهرات في احياء المشهد وصلاح الدين والاشرفية والصاخور وسيف الدولة الذي حاصرته قوات الامن واعتقلت متظاهرين.
وجرت محاولات للتظاهر في مدينة داريا (ريف دمشق) التي شهدت اعتقالات صباح اليوم قبل صلاة الجمعة كما انتشرت قوات الامن بشكل كثيف ايضا في بانياس الساحلية (غرب) وطوقت العديد من المساجد لمنع المصلين من التظاهر.
وبثت المواقع الالكترونية شريطا مصورا بينت فيه تظاهرة جرت في حي القدم شارك فيها مئات المتظاهرين مرددين شعارات تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى الرحيل «ارحل ارحل يا بشار دم الشهداء شعلة نار».
وقام متظاهرون في اللاذقية باحراق العلمين الروسي والايراني، رداً على دعم الدولتين لنظام الأسد.
وفرقت قوات الأمن متظاهرين في ادلب (شمال غرب) باستخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
وأغلقت قوات الأمن الباب على متظاهرين في الجامع الكبير في الرقة (شمال) حتى ان عناصر موالية للنظام قامت بتظاهرة مضادة فيما فرقت عناصر موالية للنظام تظاهرة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب وقامت بضرب المتظاهرين.
وضمت تظاهرة نحو الف شخص في مدينة الطبقة (شمال) من دون حدوث احتكاكات.
من جهتها، تحدثت وكالة سانا عن قيام «مسيرة كبيرة في حلب تعبيرا عن التأييد لبرنامج الاصلاح».
كما اشارت الى ان «الالاف من اهالي بلدة القريا في محافظة السويداء رفعوا علما للوطن بطول 1700 متر تعبيرا عن دعمهم لبرنامج الاصلاح الشامل بقيادة الاسد وتاكيدا على الوحدة الوطنية ورفضا للتدخل الخارجي».
ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 مارس تتحدث السلطة التي ترفض الإقرار بحجم الاحتجاجات عن وجود «ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى» لتبرير تدخل الجيش
0 comments:
Post a Comment